محمود العربى "شهبندر التجار".. 16 عاماً رئيساً لغرفة تجارة القاهرة

Bookmark and Share

الخميس - 8 فبراير 2018 - 11:32 ص

newphoto

 

 

«محمود العربى» الملقب بـ«شهبندر تجار مصر» قضى نحو 16 عاما رئيساً لغرفة تجارة القاهرة منذ عام 1988 وحتى 2004، تحدث  فى معظم وأدق الأسرار فى حياته، بدايته بعدما ترك الدراسة فى الصف الرابع الابتدائى لينتقل للقاهرة ليبدأ رحلة حياة مثيرة من عامل باليومية فى منطقة الأزبكية مروراً بالعمل لحسابه الخاص فى التجارة منذ خمسينيات القرن الماضى وتأسيس شركته عام 1964 التى تنامت تدريجيا لتصبح نموذجا لأكبر قلاع التجارة والصناعة المصرية الخالصة.

 

روى «العربى» تفاصيل بداياته وتوسعه وأسرار نجاحاته وعلاقته بأبنائه وبرؤساء مصر الذين عاصرهم ومعاركه مع الحكومة بسبب الضرائب، فإلى نص الحوار "نقلاً عن المصرى اليوم" :

 

 كيف كانت بدايتك فى عالم التجارة؟

- بدأت أشتغل من عمر 10 سنين.. وكنت باشترى الحاجة بـ 10 وببيعها بـ 11 بدايتى كانت فى حى الحسين سنة 1942 فى محل فى شارع أم الغلام كنت بابيع كل حاجة وصاحب المحل كان بيدينى 120 قرشا فى الشهر قعدت عنده 7 سنين وبعد سبع سنين مرتبى وصل 320 قرشا بعدها انطلقت للعمل فى الموسكى وقبل أن أترك عملى رحت لصاحب العمل الجديد الذى قضيت معه 15 عاما قلت له «يا حاج عبدالفتاح أنا عاوز أشتغل عندك» قالى «انته هتسيب الراجل اللى انته شغال معاه ليه» قلت له «انا بقالى 7 سنين باشتغل قطاعى انا عاوز أشتغل جملة» قالى «بتاخد هناك كام»، قلتله « 3 جنيه و20 قرشا» قالى «ندهملك وبعد كده نزودك» قلتله أنا عاوز 4 جنيه الراجل وافقنى وأدانى الـ 4 جنيهات، واشتغلت 15 سنة معه إلى أن وصل مرتبى 27 جنيها وتزوجت وأنجبت خلال تلك الفترة ثم أديت الخدمة العسكرية وكان المفروض ماأروحش الجيش لأن الفترة دى مواليد 32 و31 مادخلوش الجيش إنما عشان ربنا رايد أدخل الجيش طلبونى فى البلد قلت إيه اللى يخليك تروح البلد وبعدين حد ياخدك يوديك المركز وبعدين تروح إدارة التجنيد ما تروح من هنا إدارة التجنيد فرحت قسم الجمالية وقلت لهم أنا مطلوب للجيش «كتر خيره» المأمور كتب جواب إنى هربان من الجيش ورحت إدارة التجنيد راحوا مجندينى يوم 27 إبريل على سلاح المدفعية المضادة للطائرات فى حين دفعتى من البلد اللى كان مفروض نوصل ونجند 28 إبريل لم يصبهم الدور ولكن كان من فضل ربنا إنى أدخل الجيش.

 

احك لنا عن بدايتك العملية؟

- بحمد الله بدأت سنة 1964 وكان معانا عامل واحد يشتغل وتمنينا انهم يبقوا 10 ولما بقوا عشرة تمنينا انهم يبقوا 100 واحنا سنة 2000 كان معانا 2000 عامل، وكلمة العامل بيشتغل معانا مهمة جدا لأن مافيش حد بيشتغل عندنا قولا وفعلا هما بيعملوا معانا واحنا بنعمل معاهم عشان هدفنا واحد وإن شاء الله هيزيد كل سنة ألف وإحنا فى عام 2018 بقى عندنا «٢٥ ألف» وفى 2020 هانوصل «٤٠ ألف»، المسألة مش إن الواحد يقول إن معاه فلوس.. «فلوس إيه» الشطارة أن تكون مسخرا للآخرين وتوظف بشر وتفيد الناس عشان ربنا يكرمك ويعطيك الصحة ويبارك لك فى أولادك وفى صحتك وفى مالك.. الحمد لله الـ ٢٥ ألف الموجودين معانا منتقيين، إحنا بنشتغل بحب كلنا.

 

فى السبعينيات كيف تعاملت فى السوق فى ظل الانفتاح؟

- فى سنة 1964 كنا بنشتغل فى التجارة وعندنا محلين فى الموسكى الموجودين حاليا والحمد لله كنا ماشيين كويس وكل بضاعتنا محلى وبعدين كان فيه بضاعة بتيجى من الدول العربية وكنا نبيعها بنظرية المكسب القليل وربنا كرمنا وبعدين جه الانفتاح سنة 74 واتفتح باب الاستيراد وبدأنا نستورد فرحنا اليابان عام 1975 وحكاية السفر لليابان كانت عن طريق واحد يابانى كان بيدرس اللغة العربية فى الجامعة الأمريكية، كان بييجى يقعد عندنا فى الدكان وفى الوقت ده بييجى لنا بضاعة من ليبيا تليفزيون ومراوح ومسجل وراديو وكل الأصناف وكنا بنكسب فى التليفزيون جنيه والمروحة 25 قرش هو يشوف البضاعة ويشوف الناس وهى بتشترى لفت نظره إننا تجار شغالين كويس فعمل إزاى كان هو دايما بيصور ويبعت لشركته اللى هى توشيبا فبعتوا لنا 3 موظفين اكتشفوا أن أساس شغلنا ألوان اللخبطة والحبر (الفيزبن) والكراسات وأدوات كتابية قالوا لا دا ماينفعش معانا لأن معندناش مكتب ولا تليكس ومش ده اللى نعطيه منتجاتنا لتوزيعها.

والشاب اليابانى دا كان اسمه «اندوا» تمسك بمنحى توكيل الشركة وهو ما حدث وبعد كام سنة دعونى لزيارة اليابان، وسافرت وشفت المصانع بتاعتهم وقلت لنفسى بعدها.. إيه اللى أنا باعمله ده؟ بأستورد شوية بضاعة وأبيعها.. هى دى الوطنية طيب ليه منعملش مصنع؟!

وتجرأت وعرضت عليهم عمل مصنع فى مصر فقالوا إنت لسه تحت التجربة وماتستعجلش بعدها ربنا أكرمنى واشتريت 3 فدادين على طريق مصر إسكندرية الزراعى فى بنها وبنيت مبانى وبعدين جاء مستر كوراشينا خبير الشركة بعد أن بنيت سور ومبانى خراسانية للشركة وقلت له أنا عاوز أعمل مصنع مراوح هنا فقالى بس إنت اتصرفت غلط.. قلت له ليه، قالى بنيت مبانى ومسلحات فى حين شركة توشيبا أول ما بدأت حطت ماكيناتها فى عشة صفيح بعدها مع تطور الأرباح بنت المصانع وده كان درس ليا وبعدين قالوا نعمل مراوح تجميع قلت لا نبدأ نصنع ووقتها كان لسه مافيش حد عمل مصانع ولا شركات أجنبية دخلت والمهم ربنا أكرمنا وبدأنا بعد أن كنا بنستورد 50 ألف مروحة فى السنة وصنعنا بنسبة 40% مكون ووصلت طاقتنا 60 ألف ثم درسنا الموتور بتاعهم ولقيناه ممكن يشتغل ليل نهار لمدة 5 سنين وميحصلوش حاجة وده شجعنا نعمل ضمان 5 سنوات ومكنش فيه حد يجرؤ يعمل سلعة زى المراوح ويدى 5 سنين ضمان المهم الحمد لله ربنا أكرمنا وكنا بنبيع كل الإنتاج السنوى وكان فاتحة خير وبعدين عملنا المسجلات والشفاطات والخلاطات والتليفزيونات وربنا وفق وتوسعنا تدريجيا حتى عام 2000 وقتها كان معنا 2000 عامل وبعدين تمنيت إنهم يزيدوا كل سنة ألفا وزادوا والنهارده معانا 25 ألفا.

 

هل اقترضت من البنوك طوال هذه المراحل؟

- كنت باشتغل مع البنوك ولكن فى حدود الاستطاعة، يعنى ما آخدش حاجة إلا لما أكون أقدر أسددها وكنا حتى ساكنين أنا وأولادى كلنا كل واحد فى حتة ومع ذلك ماكنتش آخد من البنوك إلا لما أسد اللى عليا وكنت بآخد من البنوك بس عشان أشترى المعدات مش عشان أبنى فيلا أو أشترى حاجة رفاهية يعنى القرش يروح مكانه السليم وكانت البنوك بتعرض عليا إنى آخد لأن سمعتى طيبة وأنا ماكنتش بحب آخد إلا على قد حاجتى.

 

هل هناك خطة للتوسعات؟

- بعون الله هندخل فى مشروع بنى سويف وسنبنى مصانع فى المحافظة مثل مصانع بنها وقويسنا وعملنا شغل كمان فى أسيوط بدأنا فيه بداية صغيرة لأن دايما بنبدأ بداية صغيرة والصغيرة تكبر يعنى ما نبدأش كبير وبعدين نتعثر لا نبدأ صغيرين وشوية شوية نكبر.

 

هل فكرتم فى عمل منتجات مصرية فى التصميم والتنفيذ والمكونات؟

- بدأنا بماركة تورنيدو فى المراوح والخلاطات ثم التليفزيون ثم الشاشات والآن فى السخانات بنفس الاسم وهى ماركة معمولة باسمنا إحنا ومش تبع شركة أجنبية دية مصرية 100% إحنا اللى عملناها ولكن لسه فيه معانا منتجات شارب وتوشيبا.

 

 

ما هى خطة العمل فى بنى سويف وكم فرصة عمل سيتم توفيرها؟

البداية هتبقى 15 ألف عامل ثم تزيد حسب الحاجة وبعدها سنبدأ فى أسيوط بحاجة صغيرة، هنفتتحها فى شهر يوليو.

 

شركتكم أهم ما يميزها خدمة ما بعد البيع وهناك عدم التزام من بعض الشركات بهذه الخدمة.

- مالناش دعوة بغيرنا إنما إحنا مهتمين بخدمة ما بعد البيع أكتر من البيع لأن إنت بتيجى تشترى الحاجة اللى بتعجبك ومعاك فلوس ومبسوط وعال العال ولما يبقى عندك حاجة عطلانة بتبقى زعلان وإحنا مش عاوزين الزبون بتاعنا يكون زعلان فدايما نلحقه بسرعة ونصلح له حاجته أو نغيرها له وبعدين إحنا عندنا ضمان 5 و10 سنين والجودة عالية وقياس الجودة والمنتج ما بيطلعش إلا بعد أن يمر على خطوات اختبار الجودة وخدمة ما بعد البيع بتكون حالات نادرة أو سوء استخدام.

 

 ما الدور الاجتماعى للشركة؟

- أنشأنا مؤسسة العربى لخدمة المجتمع وهى بتاخد جزء من زكاة مالنا وفيه ناس بتاخد مساعدة شهريا وفيه مشروعات بتقوم بها المؤسسة مثل مشروعات المياه فى محافظة مثل أسيوط على أساس أن الناس تشرب مية نظيفة وسنتوسع من أسيوط إلى سوهاج ثم الوادى الجديد وبعدين الأولاد شاربين مننا وكلهم فى الشغل.

 لماذا التركيز على الصعيد؟

- الصعيد ده اتجاه الدولة والحكومة ليه.. لأن المشاكل كلها دلوقتى فى الصعيد.. دخلهم قليل ومافيش شغل والجوع كافر ولما تلاقى ناس فى الصعيد مش لاقية تاكل أكيد بيظهر الإرهاب إنما لما نعمل مشاريع ربنا يجازيك بالخير وهنعمل فى بنى سويف مشروع كبير وآخر صغير فى أسيوط ولكن هنكبره مع الوقت وشوية شوية نعمل فى محافظة تالتة.

 

ما هى الشهادات التى حصلت عليها؟

- أنا ما أخدتش الابتدائية.. خرجت من رابعة ابتدائى وكل اللى عملته رحت الكتاب وبعد رابعة ابتدائى بدأت أشتغل واتجهت إلى التجارة ثم إلى الصناعه اللى بتخدم التجارة.

 

ما رأيك فى البورصة؟

- ماليش فيها وأنا عندى مبادئ اللى أحبه أشتغل فيه واللى ما حبتوش ماباشتغلش فيه وأنا محبتهاش ومحبتش أدرسها، ليه لأن أعرف إنى جبت حاجة بـ 10 بعتها بـ11، يبقى دى حلال 100% وما باحبش القرش اللى يجيلى سهل، لا، لازم الإنسان يفكر ويشتغل ودايما يخلى علاقته بربنا علاقة قوية.. هو ده الأساس.

 

هل أنت متفائل من أن الدولة ستخرج من عنق الزجاجة؟

- طبعا ستخرج بمشيئة الله وبدأت بالفعل فى الخروج، ليه؟.. الناس كلها بتبص تحت رجليها وبتقول الأسعار غليت، طيب ماشى غليت، لكن بعد كده ترخص لأن الدخل إن شاء الله بيزيد.. وإحنا المطلوب زى ما قال الرئيس السيسى عاوزين نشتغل لكن لو كل واحد بيعمل بحب زى ما الرئيس بيعمل بحب يبقى هنطلع من اللى إحنا فيه وهنبقى مصر فعلا الأصلية والحقيقية لأن مصر ربنا حارسها من زمان مش من النهارده.. حرسها من آلاف السنين ومصر كانت فى وقت من الأوقات بتأكل العالم.

 

أغلبية الناس والحكومة ترى أن ارتفاع الأسعار ناتج عن جشع بعض التجار؟

- يا سيدى لا.. بقولك إيه.. التاجر هيكون جشع إزاى لما يكون فى كل مجال تجار مش تاجر واحد ولا اتنين ولا تلاتة، عندنا ملايين من التجار وكلهم بيشتغلوا وأغلبهم بيشتغلوا فى سلعة واحدة هل هما هيتفقوا مع بعض عشان يبيعوا بسعر معين، مستحيل، إنما هى العملية منافسة والشاطر اللى يبيع بسعر كويس عشان الزبون يجيله والتاجر اللى يخدم أكتر يستفيد أكتر.

 

وما السبب إذن فى ارتفاع الأسعار؟

- كلنا عارفين إننا كنا بنداوى مشاكلنا بمسكنات زى ما يكون واحد عنده سخونية ونديه إسبرينة وده سبب ارتفاع الأسعار.. ودلوقتى فيه ريس وحكومة ربنا يكرمهم عملوا إيه قالك نعوم الجنيه المصرى عشان تبقى حقيقة الجنيه المصرى وقيمته طبيعية.. وهو كانت قيمته إيه قبل التعويم.. كنا بنسمع أسعار فلكية للدولار وماكناش لاقيينه.. كان بيساوى إيه الجنيه؟ ماكانش بيساوى حاجة جنب الدولار.. ولكن لما عومه بقى يساوى قيمته اللى بنتعامل بيها الآن فى البنك والصرافة.. يبقى كدا محدش يقدر يغش فى قيمته.. وبعدين كنا بنستنا البنوك عشان تفتح لنا الاعتماد لأن مافيش دولار ولما عوم الجنيه بقى الجنيه بقيمته وبقى الدولار بقيمته والبنك دلوقتى بيقول تعالوا افتحوا اعتمادات بعد ما كنا بنيجى فى وقت من الأوقات مافيش دولارات مافيش مكونات مافيش خامات والمصانع كانت بتقف ودلوقتى الحمد لله المصانع بتشتغل 24 ساعة وماعندناش مشكلة بالنسبة للاعتمادات اللى بنجيب بيها حاجتنا من بره.

 

يعنى أنت كرجل أعمال ترى أنه قرار صائب؟

- طبعا قرار صائب.

 

من وجهة نظرك الآن ما دور رجال الصناعة الفترة الحالية؟

- طبعا الصناعة هى المفتاح بتاع الاستثمار لأنك بتصنع وتبيع محلى وبعدين بتصدر كلنا لازم نتاجر ونصدر لأن 9 أعشار الرزق فى التجارة ولو اشتغلنا فى الصناعة ونجحنا ونجحنا عيالنا هيشتغلوا ومش هيبقى عندنا مشاكل داخلية علشان كده باقول لازم الكل يشتغل من أول صاحب المال والعامل حتى الوزير والخفير.

 

 نريد روشتة للنهوض بالاقتصاد والصناعة؟

- عايز أقول الرئيس بيبذل كل جهده كى يحل المشاكل والحكومة كذلك وبتجتهد وفيه ناس عندها مشاكل والمشاكل دى مشاكل مادية، ولازم نؤمن أن التجارة والصناعة تنمو بنظرية «تسعة أعشار الرزق فى التجارة» والحمد لله إحنا بدأنا نرجع نشتغل كويس بالتدريج.

 

اعترضت بقوة فى مطلع التسعينيات على ضريبة المبيعات، ودخلت فى معركة من مقعدك كشهبندر للتجار مع الحكومة.. ألا تزال متمسكا بموقفك؟

- أيوة مازلت متمسكا بموقفى وهقولك ليه.. أولًا ضريبة المبيعات لم أعترض عليها كقيمة مستحقة للدولة وإنما اعترضت على الأسلوب.. ليه؟ لأن عندنا ضريبة الأرباح التجارية وضريبة المبيعات.. والأسلوب فى تحصيل ضريبة المبيعات مش صح لأن «التاجر كآخر حلقة فى تداول البضاعة» ما بيحبش يسمع حاجة اسمها ضريبة.. وأنا كصانع عملت قانون لنفسى.. الدولة عاوزة ضريبة مبيعات... أقوم أنا أضيف ضريبة المبيعات دية على تكلفة وسعر اللى بانتجه وأبيعه.. وأبيع وبعدين أورد أنا ضريبة المبيعات للحكومة.. هنا يبقى التاجر مبسوط لأنه اشترى بضاعة منى وهو عارف إنه مش ها يدفع ضريبة.. وأنا أتولى السداد للحكومة، وأقولها ما تخديش ضريبة من فلان لأنى أنا دفعتها، ولو سألت كل مأموريات الضرائب على مستوى الجمهورية تلاقى كل تاجر بيشتغل معايا له رقم تسجيل وبهذا الرقم أتولى سداد الضريبة نيابة عنه بعد لما بضيف قيمة الضريبة للبضاعه اللى أنا بعتها ليه كل سنة بسنة، يعنى أنا بدفعها وبضيفها على التكلفة وأوردها للحكومة من غير مأمور ضرائب يروح للتاجر ولا واحد يقوله ضريبة مبيعات.. أنا باريّح التاجر اللى بيتعامل معايا وباريح الحكومة كمان.. والحكاية دى نجحت معايا، والدولة وافقت على ذلك والحكومة نفسها عملت عقود بينى وبين مصلحة الضرائب وهى بدروها عممتها على مستوى الجمهورية والنهارده الحمد لله بقالنا كام سنة بنحول على طول الضريبة بتاعة أى تاجر يعمل معايا على مستوى الجمهورية، ووفرت مجهود موظفى الضرايب.

 

وهل هذا ينطبق على ضريبة القيمة المضافة؟ وما هى آلية التنفيذ؟

- دلوقتى ضريبة القيمة المضافة هى نفسها ضريبة المبيعات السابقة، ولذلك مازلنا نعمل بنفس الأسلوب مع الحكومة، وأى واحد شغال معايا معاه ضريبة مبيعات باخد رقم البطاقة الضريبية بتاعته وبحول للدولة على طول إذا كانت ضريبة أرباح تجارية أو ضريبة قيمة مضافة بحولها على طول للتاجر أسددها نيابة عنه فيما يخص الشغل اللى معايا أما شغله مع شركات أخرى ليس لى علاقة به والضرائب بتحاسبه عليها.

 

 وما الذى يميز مصانع اليابان؟

- دلوقتى إحنا عندنا فى مجموعة العربى صورة مصغرة من اللى موجود فى اليابان والبنت المصرية أثبتت وجودها، وكانت الدراسات اليابانية بتقول البنت فى اليابان باتنين من المصريات ولكن بعد لما اتدربت البنت المصرية اللى احنا واخدينها من الأرياف اللى بتنقى الرز مع أمها فاقت البنت اليابانية وده بشهادتهم هما ان البنت المصرية تكافئ البنت اليابانية فى الانتاج لأنها اتعلمت كويس.

 

 سمعنا عن دستور خاص يحكم وينظم عمل وقرارات عائلة العربى.. فما الهدف منه؟

- عملنا مجلس للعائلة منتخب من جميع أفراد العائلة ودستور لها عشان العيلة تبقى مترابطة، وإحنا 20 واحد ليهم أبناء وأزواج وأحفاد والـ20 شخص دول هما المساهمين لأن معنديش مساهمين خارجيين.. ومجلس العائلة بيعمل اجتماع دورى مع بعض وأنا الآن مابحضروش، وإنما بعطهيم توجيهات ونصائح، وباسم الله ما شاء الله ولادنا وأحفادنا فى المدرسة والجامعة بيقعدوا يشوفوا الطريقة والديمقراطية وعايشين فى الصورة، ويعرفوا كل حاجة عن الشركة لأنه فى يوم من ذات الأيام كل واحد من الصغيرين هيكون له دور. ده بخلاف مجلس الإدارة المنتخب من المساهمين والمجالس التنفيذية اللى بيعين رؤسائها مجلس الإدارة، ودول اللى بيديروا العمل.

 

هل تنصح أحفادك وتوجههم أو تجبرهم على دراسة تخصص معين؟

- طبعا بانصح وأوجه ولكن لا اقول له ادرس كذا أو كذا، ولكن هو عاوز إيه عاوز يدخل الجامعة الأمريكية، مثلا بيدخلها، بس مفيش غير واحد من ولادى اختار تخصص بعيد عن مهنتنا ودرس الطب، وبقى دكتور وعملنا ليه مستشفى فى المنوفية تكلف 400 مليون جنيه مصرى، فيها جزء للغلابة مجانى فى مسقط رأسى، وجزء متوسط، وجزء استثمارى، والمجانى والمتوسط بياخد مصاريفه من الجزء الاستثمارى والحمد لله ربنا كرمنا جدا فى الاتجاه ده.

 

وما أهم ملامح دستور العائلة.. وما أهم توجيهاتك لهم؟

- أهم الملامح والقواعد فيه هو تحقيق الترابط، وأهم حاجة العائلات المساهمة تكون أسرة واحدة، ودخلها كويس وعايشين عيشة كويسة من غير بهرجة وكل واحد عايش فى الحدود اللى رسماها العائلة وأنا عندى 6 أولاد و6 ألاود آخرون ولاد إخواتى اللى معانا و6 بنات ولادى وأولاد إخواتى كلهم متجوزين ومخلفين ببنى ليهم حاليا «مكان» بالقاهرة الجديدة عشان كل عيلة يكون ليها بيت، لأن كلنا ساكنين حاليا فى بيت واحد فى شارع الثورة عندنا عمارة ٧ أدوار بـ٢٠ شقة ساكن فيها الناس الكبار أما الأحفاد والأولاد خدنا ليهم شقق فى أماكن مختلفة

 

هل انت راضٍ عن الجيل الثانى الذى يدير الشركات الآن؟

- بالنسبة لى راضى لأنهم اتعلموا تعليم كويس وبعدين يعرفوا ربنا وبيصوموا ويصلوا ويتقوا الله وحتى لو واحد كسلان بنحاول معاه لحد ما يدخل معانا على الخط.

 

هناك توجه للدولة فى تحقيق التنمية بالمحافظات كيف ترى إمكانية خلقها؟

- هقولك على حاجة أنا متفائل بوجود الرئيس السيسى فى الحكم متفائل.. متفائل.. متفائل.. ليه زى ما قلت.. الراجل ده بدأ بنفسه وأولاد مصر ليهم فلوس كتير بره.. والناس غير مطمئنة إنها تحط فلوسها فى مصر وهما غلطانين.. لأن الواقع دلوقتى بيقول إن فيه ديمقراطية وأمان.. والفلوس اللى بره للمصريين هترجع تدخل مصر وهتعمل تنمية.. مصر مش محتاجة حاجة مصر قوية بأهلها وناسها، ولا تنسوا أبدا أيام سيدنا يوسف، مصر كانت بتأكل العالم وإن شاء الله بجهود المصريين، تجارا وصناعا هيحلوا مشكلة البطالة وطالما واحد بدأ الكل هيبدأ.. هو حد ضربنا على إيدينا عشان نروح نعمل مشروع فى بنى سويف ولا أسيوط.. دا حصل من تلقاء نفسنا لأن وقت ما أشغل واحد محتاج الشغل فى أى حتة فى الصعيد مش ربنا هيجازينى خير.. هو لازم الناس يقولولى أعمل هو أنا بعمل ليه.. إحنا بنعمل ابتغاء مرضاة الله.

 

هل ترى أننا فى حاجة إلى تعديلات تشريعية جديدة للخروج من الأزمة الاقتصادية؟

- يا سيدى الحرية هى اللى بتولد التشجيع.. ودلوقتى فيه حرية.. حرية الاستيراد مكفولة لكل الناس وحرية التجارة مكفولة لكل الناس والتصدير محتاج إننا نصدر بس فيه عقبات كنا بنصدر لليبيا.. وليبيا وقعت وسوريا وقعت والعراق وقع إنما دا لا يعنى أننا هننام أو نعيط لازم نفكر نخلق حاجة فى حتة تانية وتالتة عشان نصدر لأن التصدير مهم جدا، ولو مصدرناش كلنا مش هنلاقى دولار نشترى بيه الخامات والمكونات اللى نستوردها من الخارج يبقى المصانع هتقف هل هنقعد لغاية أما المصانع تقف.. لا طبعا مش ها يحصل.

 

هل كان لفوز ابنك المهندس إبراهيم العربى فى انتخابات الغرف التجارية علاقة بك أو بطلب أو ضغط منك؟

- ولا ضغط ولا حاجة ولا واسطة.. هو إبراهيم ابنى دخل على إن أبوه فى الغرف التجارية من 20 سنة، وهو دخل على اسم محمود العربى بس، وأنا قولت له ادخل الغرف التجارية عشان هتستفيد فايدة كبيرة، وناس كتير تعرفنا تجار وغير تجار وبيحبونا.

 

ما الذى لا يعجبك حالياً فى وضع التجارة وأصولها؟

- التجارة دى زى المطرة.. هل تقدر تمنع المطر؟ لا تستطيع.. وزى ما قلت تسع أعشار الرزق فى التجارة وبعدين الناس بتشترى الحاجة مننا وبتقتنع إنها كويسة بعد ما تكون عرفت أسعار التانيين وجودتهم، وكمان المستهلك واعى وبيدور على السعر الأنسب وإحنا بنرضى بالمكسب الصغير ونبيع وبنكتسب ثقة الناس، وطالما اكتسبنا ثقة الناس نجحنا فى التجارة.

 

لماذا لم يفكر مجلس الإدارة فى الانتقال إلى صناعة أخرى مثل صناعة السيارات أو غيرها على سبيل المثال؟

- لا.. لا أنا فكرت ولا هما فكروا، لأن أنا لسه موجود وهما مقتنعين باللى أنا بعمله وبعدين أنا قائد كويس زى ما كنت قائد فى الجيش كويس لأننا مش هندخل فى حاجة ملناش فيها، وبعدين أنا مدخلتش فى الصناعة إلا فى صناعة الحاجات اللى أنا كنت ببيعها، فمثلاً عملت ألوان لخبطة أيام الأدوات الكتابية، وعملت حبر أيضا فى نفس التوقيت وعملت برجل، يعنى الصناعة فى دمى من الصغر بس فى المجال بتاعى يعنى صنعت فى اللى كنت بتاجر فيه لأن صاحب بالين كداب.

 

هل تشجع الصناعات الصغيرة؟

- أشجعها بس الأجيال الجديدة كل واحد منهم عاوز يبقى باشا من أول يوم، ولكن أنا لو بستورد مكون وبصيت لقيته بيتصنع فى مصر أنا هستورده من بره ليه، بس العملية دى مش منتشرة كله بيخاف يشتغل ويعمل مكون فتبص تلاقينا كلنا بنستورد المكون من بره ولكن الحمدلله إحنا بدأنا تصنيع مبدأناش تجميع، وأقل حاجة اليوم والحمد لله 80% تصنيع بمكون محلى حتى 95% وفى بنى سويف إن شاء الله هنعمل موتور الغسالة، وحالياً نصنعها بمكون محلى 80% ولما نعمل الماتور يبقى المكون المحلى هايزيد إلى 95% منها.. وسبق وعملنا الموتور بتاع المروحة وبقت 95% لأن إمتى هقول أنا صانع لما يكون المكون المحلى 95%.

 

 ما تصنيف شركتكم فى الشركة العالمية توشيبا؟

- شهادتى مجروحة هنا، بس أنا عايز أقول إنى أخدت وسام من إمبراطور اليابان اسمه (الشمس المشرقة) ودا مش علشان سواد عيونى وهم لا يعرفون المجاملات وإنما إدونى الوسام لأنى أثرت فى الاقتصاد اليابانى وده فضل من ربنا.

 

 فى 2005 صدر قانون الضرائب الجديد ولاقى قبولاً وبعد ذلك ظهرت به بعض المشكلات؟

- اللى بيحب نفسه وبيحب ذاته هو ده سبب المشكلة فى الوضع الضريبى، أولا خلينى فى نفسى أنا من أوائل الناس اللى تدفع ضرائب وجمارك حقيقية وأدفع أرباح حقيقية ومرتبات حقيقية وحوافز حقيقية.

 

 من أكثر عامل تأثرت به ومازلت تذكره؟

- فيه واحد لا أنساه أبداً اللى هو زميلى اللى خرجنا سوا وفتحنا محل سوا ده ما أنسهوش لأن الراجل ده طلع معايا من الشركة اللى بدأنا فيها وضحى بنفسه زى ما أنا ضحيت بنفسى، وهل هنلاقى شغل ولا لأ وهنبقى تجار ولا لأ، وبعدين وقف معايا 3 أيام فى المحل وهو شريكى، ومرض سنتين حتى توفى، وكان آخر كلام طلع منه ليا وهو بيموت بقوله إنت مش عاوز حاجة قاللى «أنا عاوز سلامتك وسلامتك هى سلامتى عشان خاطر الأولاد»، عشان كده تمسكت بأولاده.. ربيتهم أحسن تربية لحد ما كل واحد فيهم اختار طريقه.

 

هل لك مرتب من الشركة؟

- أنا ليّا مرتب باخده وعلى قده بصرف بدون تبذير.. حتى منى بنتى الفلوس اللى بقبضها بديهالها وهى بتحوشلى منها وأنا راكب عربية مرسيدس والموديل مش فاكره لأنها من أكتر من 20 سنة ولم أغيرها.

 

وهل تنتظر الأرباح آخر العام؟

- لا.. أنا بعرف الأرباح رايحة فين، وكل واحد من ولادى بياخد مرتب وأحفادى واللى بيشتغلوا معايا كل واحد بياخد مرتب ودى بتتقيد مرتبات زى بقية العمال والمهندسين أما الأرباح فبنعمل بيها توسعات لأننا بنزود صناعة ومش بنحوش فلوس، وكمان أنا آخر حاجة ممكن أفكر فيها إنى استلف من البنك لأن المثل بيقول «مال الناس كناس».

 

ومتى يكون المشروع ناجحاً؟

- يجب على الاقل أن يكون 50% من المشروع من رأسمالك و50% تمويل، يعنى لو معاك جنيه استلف جنيه، لأن الجنيه اللى معاك طالما بيشتغل وهيبقى 2 جنيه وبالتالى هتسدد الجنيه والبنك هنا بيكون مبسوط وبيقولك إنت كده بتخاف على فلوسه.

 

هل أنت راضٍ عن النظام الضريبى فى مصر؟ وماذا عن النشاطات غير المسجلة؟

- نعم ومصر الضرائب بها مش عالية وفيه دول الضرائب بتصل فيها ضعف اللى عندنا وتزيد.

 

■ لكن هناك نشاطات كثيرة غير مسجلة فكيف ندخلها المنظومة؟

 

- هذا هو الغلط بعينه.. المفروض لو واحد عاوز تاخد منه ضرائب 10 قروش نبدأ بالتدرج فى تحصيل الضريبة 5 وبعدين لما يشتغل ويستقر ناخد 6 وبعدين 7 وبعدين 8 على سبيل المثال إبدأ معاه صغير واكبر معاه.

 

ما طموحك الآن؟

- إنه يكون معايا 200 ألف واحد بيشتغلوا ومش عاوز حاجة تانية ومش عاوز فلوس إلا عشان يشتغلوا.

 

 ألم تفكروا فى الاستثمارات الخارجية؟

- لا.. لأن بلدنا أولى بأى قرش نصرفه وإحنا اتولدنا فيها واتربينا وعشنا وكبرنا فيها وليها حق علينا.

 

هل طلب منك أحد أن يدخل معك مساهماً فى شركاتك؟

- أنا عندى خط معين، شركتى شركة مساهمة ولكن مغلقة، طيب ليه مدخلتش مساهمين لأن النهارده الناس مبقتش زى بعضها والفكر مبقاش فكر واحد، وكل واحد بفكره، ولو دخل مساهمين وعندى حاجة مقتنع بيها وعاوز آخد فيها قرار أقوم أعرضه على المساهمين بس فيه منهم اللى هيقول آه ومنهم هيقول لأ، الأغلبية قالت لأ يبقى مش هنعمل المشروع، فأنا عملت شركة مساهمة مغلقة والقرار فردى ولما بقى 20 من العيلة بقى القرار من الـ20 بس ليهم ريس، يبقى القرار قرار الريس، ليه؟ لأنه فهمهم هيعملوا إيه وهما هيقتنعوا برأيه.

 

ما الأسواق التى تصدرون لها؟

- نسبة التصدير مش كبيرة حوالى ١٠% وبعدين الأرقام موجودة وهديهالكم.. ليه؟ لأنى بدفع ضرائب، يعنى مفيش أرقام معلنة وأرقام مش معلنة، وبعدين الرئيس عِرفنى لأنه بيقول ده راجل وطنى.

 

الناس تشتكى من ارتفاع الأسعار؟

- أقول لهم استحملوا عشان تسيبوا حاجة لأولادكم، وعلى مستوى البلد اشتغل وارضى بالعيشة اللى إنت عايشها وماتصرفش كتير واستخدم أموالك للصالح العام هتبص تلاقى ولادك طلعوا مقتنعين راضيين ومش مسرفين، وبعدين الفلوس اللى جاية لازم يشوفها حلال ولّا حرام، ولو حرام ملوش دعوة بيها